Featured Video

الاثنين، 12 مارس 2012

حولها لفعل


حلوة ..ليك ..وحشة.. سيبك منها...جامدة ..شير ... رفرش... مفيش جديد...
ده حال اى حد مننا بعد ما فقدنا روح المباردة اللى كانت اكبر مكسب فى الثورة وقعدنا تانى عالنت وفى الشغل وعلى الطرق نندب حظنا واللى بيتعمل فينا لو نفتكر بعد التنحى مباشرة كمية المبادرات والشعور الايجابى والعمل للأفضل هنعرف ازاى احنا اتهزمنا لما نسينا تانى ان ربنا جعلنا فى الأرض خلفاء احنا الى بنصنع الواقع لا نعيشه فقط ويصنعه لنا غيرنا المطلوب من كل واحد فينا حاسس بالألم او بالأمل او متفائل او متشائم انه يبدأ يحول الشعور ده لفعل يغير بيه الواقع مهما كانت صغيرة وحتى ان فشلت فى تغيير الواقع الخارجى فانها حتما ستنجح فى تغيير الواقع الداخلى وهى دى البداية الصحيحة لتغيير الواقع الخارجى لأن محدش بيصنع لحد نهضة اللى اتغير فى الثورة ورفض يعيش ذليل معدش بيرضى بالذل تانى خلاص فلو كلنا اتغيرنا دلوقتى هنشوف واقع افضل والتغيير مش هيكون بس مجرد ارادة اذا الارادة دى لم تتحول الى فعل فانها سريعا ما تخمد ويعود كل شئ اى ما كان عليه مثلا لو حد جاتله فكرة او شاف فكرة كويسة يبدأ فى دراستها وتنفيذها فورا بالوسائل المناسبة لو حد شاف اى شئ سلبى يبدأ فى تغييره فورا بدون انتظار لأن التغيير السياسى المرتقب لن يغير كل تفاصيل الحياة علم الاجتماع يقول ان السياسة هى اخر ما ينضج وده يتطلب مننا نفهم صح ونشتغل صح فى الخطين خط السياسة وخط الواقع المحيط عشان نغيرهم ولكن حتى ذلك لن ينضج السياسة بالمستوى المطلوب الا اذا نضج المجتمع كله والمجتمع لن ينضج الا اذا نضج قارئ هذا الكلام ووعى انه لابد له من تغيير واقعه الداخلى والخارجى اقرأ كتاب انصح غيرك بلغ عن فساد افضح رشوة قول للظلم لأ احرص على ان تكون من مناصرى الحق ايا كان حتى لو كان ضدك فالحق احق ان يتبع اكرر هزمنا يوم ان فقدنا العزم والشعور الايجابى فظل من يمتلك العزم يقاوم وحده وظل من فقده يتفرج اذا تغيرنا للأفضل سيتغير واقعنا لو انت حاسس بالأمل دلوقتى ابدأ فورا وحول هذا الشعور الى فعل حوله لمبادره حوله الى واقع.

الخميس، 12 يناير 2012

أوثان العصر

هبل ودا سواعا اللات أسماء لن تسمعها فى الشارع فى الألفية الثالثة فهى أسماء لأصنام كان العرب يعبدونها فى قديم الزمان ويقدسونهم ، الناس الآن أغلبهم اما مؤمنون بالله أو ملاحدة ولكن كلا الطرفين مازالت به بعض اثار الوثنية القديمة التى عانت منها الانسانيةطويلا ولكن بصور مختلفة فطلت علينا أوثان لم يعرفها الانسان القديم ولكن الانسان الحديث تعامل معها كما تعامل الانسان القديم مع اوثانه هو وثن الحداثة أو التكنولوجيا التى ابهرت الناس فانساقوا لها بدون اى فهم فجعلوا من الحديث دائما افضل من القديم ولم لا فالآلة الحديثة افضل من الألة القديمة اذا فالحضارة الحديثة افضل من الحضارة القديمة والقيم الحديثة افضل من القيم القديمة والخبر المروى فى الشاشة اصدق من الخبر المروى من شخص والورقة المطبوعة اصدق من الورقة المكتوبة والمساكن فى الدول المتقدمة ماديا اجمل من المساكن فى الدولة المتخلة ماديا وكأن الانسان آلة تتحدث مع مرور الزمن وكأن القيم كالملابس تتبدل بتغير الظروف المحيطة .
وثن أخر ه الديموقراطية...بالطبع انا لست مع الاستبداد ولا ارى الديموقراطية كفرا كما يراها البعض ولا حتى شيئا خبيثا ولكن ما يحدث الأن فى العالم فى الحقيقة هو مجرد تقديس للكلمة فقط فاينما تكون هناك انتخابات حرة نزيهة وحريات عامة يمكن ان نطلق على هذا البلد "ديموقراطى" وهذا شرف كبير له اما عن العدالة الاجتماعية وحرية الخروج على النسق العام وغيره فلا يذكرها احد فمثلا المجتمع الامريكى يوصف بأنه ديموقراطى بل ام الديموقراطيات ومع ذلك لا يذكر احد انه مجتمع مسير من خلال وسائل الاعلام الموجهة والتى تصنع له احلامه وطموحاته وتقنعه بالأكاذيب فيقتنع بها بدون اى تمحيص فالمواطن الأمريكى يمكن أن يخدع من مرشح ما طالما انه سيوفر له الرفاهية والمزيد من الطعام أما عن الانسان فلا جديد وكذلك السياسات العامة لا جديد فيها فالجميع متفقون على التوسعية والسرقة من الشعوب الأخرى ولكن الاختلاف فى الشعارات وبعض التفاصيل الصغيرة ثم يأتى فى بلادنا من يطالب بأن نكون مثلهم ! ما فائدة الانتخابات النزيهه لو لم يكن الناخبون واعين ويمتلكون القدرة على التمحيص ؟؟ ثم نقول اننا نمارس الديموقراطية ونهاجم كل من ينتقد هذه الديموقراطية الخواء ونهتف فى وجهه احترموا ارادة الشعب (بالطبع لا اقصد عملاء الاستبداد ولا عاشقى السلطة ممن لا يملكون مفاتيح عواطف الشعوب) .
وهذا يقودنا الى وثن ثالث وهو ارادة الأمة أو الشعب أو تراب الوطن او قوة الدولة وكلها مصطلحات لوثن واحد فكل قطر من الأقطار يتغنى الناس بجماله وكيف انه أفضل منطقة جغرافية على وجه الأرض ومن يعيش فيه هم افضل من فى الأرض مهما حدث ويجب على الجميع أن يساهموا فى قوة هذا البلد حتى لو كان ذلك على حساب الأخرين حتى لو كان ذلك على حساب التخلى عن القيم الانسانية حتى لو كان ذلك يستوجب أن يعيش الانسان ذليلا فقيرا لا يهم طالما أن ذلك يؤدى الى "نصرة الوطن" كما فى الدول المستبدة فالمجموع قبل مكونات المجموع فلا يهم الانسان النهم هو الوطن وكأن الوطن شيئا منفصلا عن المواطنين فعليك أن تقبل بالاستبداد اذا كان ذلك يقوى الوطن ولهذا الوثن وجه أخر وهو الاستقرار الذى يعبده الكثير فى وطننا بالذات وكأن الانسان قد خلق ليستقر ويركن الى الهدوء ولا يهم ما يحدث بعدها المهم هو الهدوء نسبد بهدوء ..نسرق بهدوء المهم هو الا يكون هناك اى ازعاج او خروج عن المعتاد فتباع الضمائر من أجل الوظيفة والترقية وتشترى النفوس من أجل المزيد من المال الذى يؤدى الى المزيد من الاستهلاك واللذة الذان يخلقان الاستقرار.
وثن أخر وهو الحب الحب الذى اشبعنا لأعلام مدحا فيه وترغيبا وهو هنا ليس أن تحب الناس وتتمنى لهم الخير ولكن أن يكون لكل ذكر أنثى يحبها ولكل أنثى ذكر تحبه ويتفانى الاثنان فى سبيل الحب ومن أجل الحب وتفعل الجرائم على الشاشات باسم الحب وكأن الحب والجنس وجهان لعمة واحدة ولكن اعلام العالم يستحى أن يمدح الجنس فيغلفه بالحب وتسرى هذه الوثنية فى الجماهير كالعادة ويقع الجميع فى هذا الحب الأعمى الذى لا طائل منه بل انه يكون أداة لتفكيك المجتمع وانتشار الحيوانية واللامبالاة على حساب العفة والشرف والأخلاق وكل ذلك يفعل باسم الحب ومن أجل الحب.
وثن أخير وهو الرياضة وهو من أسخف الأوثان فى عصرنا فاللعب صار مهنة وحرفة يدفع لمحترفها الملايين وتقام لها الملاعب الضخمة وكأنها المعابد التى تقام فيها الشعائر ويتعصب الناس فى انتماءاتهم فيدافعون عن فريق ويهاجمون أخر ويمكن ان تصل الاختلافات الى الاشتباكات وصار التشجيع غواية فى حد ذاته فهذا يشجع ذلك الفريق وهذا يشجع الأخر وكأن الفريق صار قيمة فى حد ذاته وليس القيمة هى ما تضيفه هذه الرياضة وصارت الماتشات أحاديث الشوارع ومواعيدها أوقات مقدسة يهب الإنسان فيها نفسه للشاة وهو ما يشجعه إعلام الاستبداد وكذلك اللاستبداد فإلهاء الناس خير وسيلة لتجنب مراقبتهم للحاكم وانتماءهم المزيف يعوض كثيرا من إحساسهم بعدم الانتماء لشيء نتيجة لتلاشى القيم.

الأربعاء، 4 يناير 2012

عدم

ضرورى جدا هو الماء بالنسبة لكل الناس بل لكل الكائنات والجمادات ايضا فالانسان معظمه ماء والأرض معظمها ماء الجميع يشربونه لأنهم يعطشون أما أنا فأشربه لأنه يمنحنى ذلك الشعور المريح بالتعادل فعندما يغوص لسانى فى السكر احتاج الى شربة ماء لترجع الى ذلك شعورى باللاحلاوة  وعندما يجف لسانى تحت وطأة الملح أحتاج الى شربة ماء لتنقذنى من ذلك العذاب فأحس باللاملوحة . ان اللاملوحة واللاحلاوة هى فى حقيقتها شيء واحد وهو الشعور بالتعادل وهو شعور مريح جدا على مستوى الفم .
أما على مستوى الانسان فالشعور بالتعادل يبدو اصعب كثيرا فعند مستوى التعادل يعيش الانسان حياة بلا معنى فلا هو كاره لها ولا هو بالعاشق بل ولا يأبه ان كان سيستمر فيها أو سينتهى وهذا ليس حبا فى الموت فالتعادل لا يعرف الحب ولا الكره عنده تتساوى كل الأشياء والمعانى وأول ما يسقط عنده هو الشعور بالإنتماء فلا يحس بأن له موطنا ما انما هى أرض ولد عليها وهذا بالطبع لا يعنى كره الوطن الذى يصيب الساخطين ولا حبه ايضا  ولا حب الإنتما لوطن أخر أ, السفر اليه انما هى أرض واحدة تعيش عليها كائنات واحدة وعناصر طبيعية واحدة ، هل يمكن ان تكون كلمة انتماء أصلها كلمة أنت ماء؟؟ أى أنت سائل يمكن صبك فى أى قالب فيمكن أن ينتمى الانسان مثلا الى اى ارض او اى فكرة ..ما يهم فقط أن يشاع عنه أنه منتمى لذلك أو لتلك الشيء فالانتماء أصله تقدير لقيمه ما والتعادل كما نعرف لا يعرف القيمة فمهما كنت انسان صاحب مبادئ وقيم فلن تحس بها عند مرورك بنقطة التعادل فسترى أن ما تقول عنه خيرا يوردك الى ما تقول عنه شرا وما تقول عنه شرا يورد غيرك الى ما تقول عنه خيرا وهنا ستنتشر البلادة فى جسدك واللامبالاة فى عقلك بصورة سريعة هادئة وسترى الحياة أمامك فى روتين ممل تذوب معه كل أفكارك وتصوراتك عندها ستدرى أنه ليس فقط الشيء يمكن أن يتساوى مع نقيضه بل أن الشيئ يمكن أن يتساوى مع اللاشيء وهنا سيصبح كل ما حولك عدم وعندها ستكون مستعدا لفعل أى شيء من أجل لاشيء وألا تفعل أى شئ من أجل كل شئ عندها قم فورا وناجى رب الوجود والعدم .

الأحد، 11 ديسمبر 2011

أدان


صحوت اليوم كالعادة على اذان الفجر الذى يرن فى الغرفة كصوت الرعد كل شئ كما هو الأحداث تتكرر فأنا أنزل من سريرى وأرى جدى قد استيقظ قبلى وتوضأ ويستعد للنزول للمسجد فأتوضأ انا الأخر وأنزل معه كسلانا مشتاقا للنوم مرة أخرى فأسمع صوت الأستاذ مصطفى الذى يسكن فى الدور وهو يسب ويلعن فى عم ابراهيم المؤذن ويصفه بالتخلف والرجعية وجدى يدعو له بالهداية أو الهد لأنه لا يرى اى مشكلة فى صوت عم ابراهيم الخشن ولا فى علو صوت الميكروفون الخاص بالمسجد فهو يعتبرها اقامة للشعائر وايقاظ للضمائر كما انه يصف الاستاذ مصطفى بالزندقة لأنه يسمع النداء ولا يلبى بل يسب ويلعن فى المؤذن صاحب الفضل العظيم ونستمر فى النزول فيقابلنا ميزو يترنح صاعدا على السلم فأبادله التحية بيدى ويدعوه جدى للصلاه فيجيبه بأنه سيأتى فى الغد أما بقية سكان العمارة فيغطون فى نوم عميق بعد يوم طويل من العمل وعند دخولنا المسجد ارى عم ابراهيم يصلى السنة فندخل وونصلى ثم يقيم الصلاة فنصلى خلفه ويتكرر المشهد نفسه كل يوم وأحيانا يسأل جدى عم ابراهيم بعض الأسئلة فى الفقه والسياسة والطهارة فيجيبه دائما ويخرج جدى مقتنعا أما انا فلم اكن افكر فيما يقولون من الأساس ولكن لا يهم فما يهمنى هو الصعود لمعاودة النوم وعشت على هذا الحال الى ان كبرت قليلا وذات صباح راودتنى فكرة اعتقدت بأنها رائعة فقلت لنفسى ما المانع ان أن نخفض صوت الميكروفونات قليلا ونأتى بمؤذن أخر ذا صوت اندى مع الاحتفاظ لعم ابراهيم بالإمامة ثم نقلت الفكرة لجدى فما كان منه الا ان نهرنى وقال بأن علو الصوت هو السبب فى ايقاظى ولولا ذلك ما استيقظت وما دفعنى لذلك الا كسلى ثم من أنا لأعترض على عم ابراهيم الرجل الذى وهب نفسه لله هل أمتلك عشر علمه لكى اتكلم فى حقه وهل الرجل يؤذن أم يغنى أغانى هابطة من بتوع الجيل التعبان بتاعكو لكى نستبدله بأخر ذو صوت ندى. واستمر جدالنا انا وجدى اياما وشهور احاول اقناعه بأن هذا افضل للناس فالمؤذن ذو الصوت الأفضل سيكون غير منفر للناس والامام اذا كان صوته رخيم سيساعد الناس على الخشوع وهو الهدف من الصلاة وليس مجرد اقامتها وما كان منه الا وصفى بالكسل ونهرى ثم اخيرا امرنى بعدم التفكير فى هذه الوساوس مرة اخرى .أما أنا فلم اكف عن التفكير فى الأمر حتى قررت أن أخطو فيه نحو الحل فتشجعت وكلمت عم ابراهيم فنظر إلى بعمق ثم قال لى متى قابلت الأستاذ مصطفى أخر مرة فسألته عن علاقة ذلك بموضوعنا فقال بأنه يرانى وأنا ابادله التحية على السلم وهو يراقبنى منذ فترة ويحس بأن هناك تغير فى سلوكى بالذات بعد أن بدأت أقرأ الكتب وبدأت اجادل فى القضايا الشرعية فأجبته بأن علاقتى بالأستاذ مصطفى عادية وأنى اختلف معه وهذا ليس مانعا من اقامة علاقة طيبة معه فأخذ عم ابراهيم يذكرنى بتقوى الله وعدم التفريط فى الدين ودعانى بأن اتردد عليه دائما وأعرض عليه أى شيئ يدور فى عقلى فقمت من عنده مهموم ثم يأست من الموضوع بعد فترة من التفكير الى أ، مرض عم ابراهيم وقل تردده على المسجد ووجدت نفسى اصبحت فى صدارة من يهتمون بأمور المسجد ثم أصبح وجود عم ابراهيم يتضاءل تدريجيا الى ان اختفى تماما من ادارة شئون المسجد خاصة بعد أن اخذت على عاتقى أنا وبعض الأصدقاء الجدد الذين اصبحوا يترددون على المسجد الاهتمام به فما كان منا الا ان اخترنا اندانا صوتا ليؤذن ثم خفضنا الصوت بدون أن يشعر جدى فلقد كان سمعه ثقيلا الى حد ما ومنذ ذلك الحين وبدأت ألحظ فى حينا اقبالا على المسجد ولكنه غير ملحوظ .      

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

آلام شوكة

كم تبدو جافة وقاسية تلك الشوكة التى تظهر فى نبات الصبار ربما جفت لأنها لا تتلقى اى مدد من غذاء النبات أو ربما عفت هى عن ذلك حتى تستطيع الدفاع عنه بقوة جفافها وقسوة أطرافها الخارجية ولكن بالطبع هى ليست كذلك فى طرفها الداخلى فهى لينة فيه هينة ربما تشعر الشوكة بأنها ليست من النبات وليس منها ولكنها تأبى الا أن تكون شوكة تؤذى كل يد تمتد لتقطع هذا النبات بالطبع سينالها حظ وافر من السب واللعن ان هى فعلت ولن يدفع عنها النبات ذلك ولكن لا يهم فهذه هى الوظيفة التى ارتضتها لنفسها الشوكة...ربما حدث هذا لاختلاف الغذاء الذى تربى عليه كلاهما ومع هذا ستظل الشوكة شوكة لن تبالى بإيذاء من يحاول الفتك بالنبات وبها حتى وان تم له ما يريد فستظل شوكة جافة مؤلمة عند اللمس من طرف خارجى لها فهى لا تستمد قوتها من النبات بل هى قائمة بذاتها وكذلك لن تبالى اذا اصاب بقية الشوك العطب فهى لا تتأثر به وإن كانوا يقومون بنفس المهمة معا.

السبت، 1 أكتوبر 2011

المجتمع البديل

لا يخفى على أحد التصدعات والتردى الذى أصاب المجتمع المصرى على مدى عقود من الزمان نتيجة تفشى الاستبداد وسيطرته الذى ولد عن تواكليه وانهزامية وقابلية للإستعباد وولد بدوره المزيد من هذه الصفات وتغيرت نظرة الناس للحياة فرضوا بأن يكونوا مجرد الآت تجمع المال الذى بالكاد يكفى للحياة الكريمة أو غير الكريمة  ثم الات تهضم الطعام وتنجب الأبناء وكذلك سوء فهم للدين فبدلا من أن يروه على أنه منهج وقواعد عامة ترقى بهم من درجة الحيوانات الى درجة الانسان ذو الفكر الحر من أى قيد انسان لايرضى بالظلم يرفض سلب حريته التى وهبها الله اياه.
فى خضم هذه الحياة السوداوية ظهرت قلة ناقمة على هذه الظروف تود لو تغير الحال ولكنهم لا يعرفون طريق التغيير بالتفصيل عاشوا غربة شعورية وعزلة نفسية فى المجتمع بل وألم مرير فلا هم قادرون على تغيير الوضع ولا هم حتى قادرون على التعامل مع المجتمع بالصورة التى يريدونها الى  وظهر بعض الأشخاص الذين لم يكتفوا بمجرد الرفض ولكنهم بدأوا بالتغيير وبدأت جماهير الناقمين فى الإنضمام اليهم كحركات اصلاحية فى المجتمع وكان لابد لهم اولا ان يرتبوا صفوفهم الداخلية قبل الانطلاق وتمثل هذا فى الايدلوجيات والاثنيات المختلفة التى تبنتها هذه الحركات وبدأ العمل وكبر وكبرت معه الأحلام الاصلاحية فبعضها حمل حلولا قطرية وبعضها حمل حلولا عالمية وكلما كثر العدد وازداد الاحتكاك بالقرناء من الناقمين او الرافضين للوضع زادت حلاوة العمل وزادت الأحلام ولكن هذه الحركات لم تلبث أن اصطدمت بالواقع السياسى العالمى والمحلى الذى توجس منها ومنعها كونها تهدد وجوده الاستبدادى ولكن الصدمة الكبرى كانت فى عدم وقوف المجتمع معهم ضد الاستبداد وهم الذين ضحوا براحتهم واستقرارهم واحيانا حياتهم من أجله وهو ما زاد من نقمهم الذى وصل احيانا الى حد تجهيل المجتمع وتكفيره وكان للمجتمع اسبابه فى هذا متمثله فى الصفات والعادات التى ذكرناها فى البداية من نتائج الاستبداد وشيئ أخر خاص بهذه الحركات وهو أنها لم تقدم له حلولا عملية قابلة للتطبيق على واقعه فهى كلها تقريبا استعارت فكرها وحلولها من الماضى سواء كانت حركات اسلامية أو علمانية وسنركز هنا على الحركة الاسلامية فكانت اجتهاداتها من القرون الماضية وهو ما افقد المجتمع الثقة فى هذه الحركات ولم يعد يرى فيها الا أداة لتحسين ظروف معيشته فإن هى طالبته فقليل من التضحية سخط عليها.
كل هذا ادى الى وبجانب التنكيل الذى نال الحركة الاسلامية أدى الى أن تأخذ الحركة منحى أخر فى العمل وهو ان تنعزل عن المجتمع وتنغلق على ذاتها مكونة بذلك مجتمعا بديلا يلجأ اليه الساخطون على المجتمع الأصلى وماديته فيعيشوا الحلم الذى طالما حلموه ولكن فى نموذج مصغر وفى نفس الوقت هم مستمرون فى معايشة المجتمع الأصلى على علاته وبعلاته وبدون أن يخسروه فيلفظهم تماما حى ان البعض تخطى ذلك وأصبح يتعمل مع الحياة بوجهين وجه للمجتمع البديل يتعامل فيه بالمثاليات والقيم الخاصه بهم ووجه للمجتمع الأصلى بمثل قيمه المادية فأفرغوا بذلك كل ما بداخلهم من سخط مستمتعين بالفردوس المصغر الذى يخفف عنهم كل الآلام اذا دخلوه وهو ما اغناهم عن الاجتهاد وتجديد الفكر فظلوا جامدين يغلب عليهم تقديم الظاهر على المضمون وظل المجتمع يراهم كعبء اذا دعوه للتضحية وغير عمليين وهم يرونه عبء أمام التغيير ومن نتائج هذا المجتمع هو الميل الى التعصب له وعدم قبول أى نقد له ككل لأنه أكثر من ضحى وبذل وبيع فى مأزقه ثم أيضا الانعزل عن المجتمعات البديلة الأخرى التى أنشأها اخوانهم من الايدلوجيات الأخرى وظل هذا المجتمع يستقطب المزيد من الناقمين على الاستبداد وعباده وهو ما خدم الاستبداد نفسه فبدلا من أ، تكون الحركات الاصلاحية ثورية فى مفهومها للتغيير كان الجو مقنعا لهم بالمزيد من المحافظة والحلم ببطء فى تكبير مجتمعهم ليشمل كل الوطن وعندها يتم التغيير الشامل وهو ما كان مقنعا بالسير فى طريق التغيير مهما كانت الظروف التى كانت الحركة تصمد أمامها ولكن فى نفس الوقت لم تتخطى موقف الصمود الى المخاجمة فظلت صامدت سنيين طويلة بدون أن تتقدم .
ولكن اللافت للإنتباه هو ظهور حركات نشأت فى طور المجتمع البديل مكتفية بذلك عن اى تغيير سريع كان أم بطئ وكانت تربة خصبة لإستخدامات الاستبداد .
وعندما حتم الواقع على الحركات الاسلامية الخروج من هذا القمقم فوجئت بشللها التام وعدم قدرتها على القيام من حالة الركود هذه فكان العائق الأساسى أمامها هى تلك المنظومة القديمة وهو ما يمثل التحدى أمامها الآن فإن هى لم تستوعب الدرس ربما لقنها المجتمع والسلطة درسا أخر فإما التغيير الجذرى وإما متتالية من الدروس الله وحده يعلم عاقبتها.

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

التوعية بالنفخ


كثيرة هى الظواهر الغير متحضرة فى عالمنا الحديث وبالطبع فى مجتمعنا المصرى ومن هذه الظواهر فى المجتمع المصرى ما أسميه بأسلوب النفخ فى تكوين ثقافة الافراد وفى بناء التنظيمات وفى التنظير للأفكرا المختلفة ومعنى هذه الظاهرة أن أن كل تجمعهم صلة معينة أيا كانت هذه الصلة دينية أو عائلية أو جغرافية أو سياسية او فكرية ينغلقون على أنفسهم يدأبوا على التحدث بمزاياهم ونقاط قوتهم ومساوئ الأخرين ونقاط ضعفهم ويظلوا هكذا حتى يظنوا أنهم على الحق المطلق وان غيرهم على الباطل المبين ومن هنا ينشأ عدم قبول الأخر والاستقطاب الحاد الذى يعانى منه المجتمع ليس سياسيا فقط ولكن فى كل المجالات حتى الرياضةواعتقد ان هذا من اهم أسباب الاحتقان الطائفى فى مصر وهو ما يجعل من أتفه الاسباب نارا مشتعلة بين كثير من ابناء الديانتين وكذلك الحال فى الجماعات الفكرية والسياسية فهى تتناحر مع بعضها حتى فى أحلك الظروف التى تستدعى الوحدة على المبادئ الرئيسية واذا سألت أحد افرادها أجابك بأن الاخرين متأمرون ولا يهتمون الا بمصلحتهم الشخصية ويبدأ فى سرد عيوبهم حتى فى العائلات يحدث نفس الشئ بأسلوب مختلف وهو ما يظهر فى مناطق الثأر والتصارع العائلى والرياضه أيضا لم تسلم من هذه الظاهرة بل انها تشهدها فى أسخف صورها فبدلا من أن تكون وسيلة للتقارب والتعارف تكون وسيلة للتباغض والا ختلاف.
أما فى الفترة الأخيرة فلقد استشرت هذه الظاهرة فى المجتمع تمكنت منه بعد أن ظلت قائمة طوال عشرات السنين فما لبث الناس أن يتنسموا رياح الحرية حتى فرغ كل ما لديه من رصيد السنوات السابقة فى وجه الأخرين وظهر الاستقطاب الحاد فى فترة الاستفتاء فكان كل فريق يبرز ما لديه من مميزات اختياره بوصفها الحق المطلق وعيوب الفريق الأخر بفرضها الباطل المطلق الا من رحم ربى من العقلاء وما لاحظته أن اغلب من تحمسوا لاختيارهم تحمسوا له من انتماءهم الفكرى والحزبى وكان من المفترض أن يكون الحكم على الموضوع من خلال البحث فى كلا الاختيارين ومميزاتهما وعيوبهما فى نفس الوقت ثم اختيار الانسب للمرحلة من وجهة نظر الشخص ،ثم استمرت حالة الاستقطاب بين الناس من خلال النفخ أيضا فكل ذو رأى لا يريد اعادة النظر فى رأيه ويزيد فى ثقته بنفسه من خلال سب الاخرين برفقه اصدقاءه وحتى هذه اللحظة مازال الأمر مستما ولا ندرى ماذا ستكون عواقبه .
الموضوع معقد وأسبابه متشعبه وضاربه بجذورها فى تاريخنا المعاصر ولكن يمكن ان يكون هناك حلا بالتأكيد منه أن نعطى مجالا لأنفسنا وعقولنا أن تطلع على كل الأفكار والرؤى  المطروحة ايا كانت ومحاولة فهمها وألا يجعل المرء من التزامه الحزبى او الاجتماعى عائقا امام اعمال عقله وعلى التنظيمات المختلفة والأسرة أماكن التربية أن تبتعد عن قتل أبناءها فكريا وتربيتهم على أن الولاء يقتضى عدم التعايش مع الأخر وعلى الدولة أن تفتح مجالا للحرية الفكرية والعقدية أكثر مما هو متاح بحيث يكون للفرد الحرية التامة فى اختيار الطريقة المناسبة التى يعيش بها طالما لن يضر غيره وبذلك ينشأ مجتمع واعى يؤمن بما يعتنق يقبل الأخر ويكمله يقارع الحجة بالحجة وهذا هو المجتمع المتحضر.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More