لا يخفى على أحد التصدعات والتردى الذى أصاب المجتمع المصرى على مدى عقود من الزمان نتيجة تفشى الاستبداد وسيطرته الذى ولد عن تواكليه وانهزامية وقابلية للإستعباد وولد بدوره المزيد من هذه الصفات وتغيرت نظرة الناس للحياة فرضوا بأن يكونوا مجرد الآت تجمع المال الذى بالكاد يكفى للحياة الكريمة أو غير الكريمة ثم الات تهضم الطعام وتنجب الأبناء وكذلك سوء فهم للدين فبدلا من أن يروه على أنه منهج وقواعد عامة ترقى بهم من درجة الحيوانات الى درجة الانسان ذو الفكر الحر من أى قيد انسان لايرضى بالظلم يرفض سلب حريته التى وهبها الله اياه.
فى خضم هذه الحياة السوداوية ظهرت قلة ناقمة على هذه الظروف تود لو تغير الحال ولكنهم لا يعرفون طريق التغيير بالتفصيل عاشوا غربة شعورية وعزلة نفسية فى المجتمع بل وألم مرير فلا هم قادرون على تغيير الوضع ولا هم حتى قادرون على التعامل مع المجتمع بالصورة التى يريدونها الى وظهر بعض الأشخاص الذين لم يكتفوا بمجرد الرفض ولكنهم بدأوا بالتغيير وبدأت جماهير الناقمين فى الإنضمام اليهم كحركات اصلاحية فى المجتمع وكان لابد لهم اولا ان يرتبوا صفوفهم الداخلية قبل الانطلاق وتمثل هذا فى الايدلوجيات والاثنيات المختلفة التى تبنتها هذه الحركات وبدأ العمل وكبر وكبرت معه الأحلام الاصلاحية فبعضها حمل حلولا قطرية وبعضها حمل حلولا عالمية وكلما كثر العدد وازداد الاحتكاك بالقرناء من الناقمين او الرافضين للوضع زادت حلاوة العمل وزادت الأحلام ولكن هذه الحركات لم تلبث أن اصطدمت بالواقع السياسى العالمى والمحلى الذى توجس منها ومنعها كونها تهدد وجوده الاستبدادى ولكن الصدمة الكبرى كانت فى عدم وقوف المجتمع معهم ضد الاستبداد وهم الذين ضحوا براحتهم واستقرارهم واحيانا حياتهم من أجله وهو ما زاد من نقمهم الذى وصل احيانا الى حد تجهيل المجتمع وتكفيره وكان للمجتمع اسبابه فى هذا متمثله فى الصفات والعادات التى ذكرناها فى البداية من نتائج الاستبداد وشيئ أخر خاص بهذه الحركات وهو أنها لم تقدم له حلولا عملية قابلة للتطبيق على واقعه فهى كلها تقريبا استعارت فكرها وحلولها من الماضى سواء كانت حركات اسلامية أو علمانية وسنركز هنا على الحركة الاسلامية فكانت اجتهاداتها من القرون الماضية وهو ما افقد المجتمع الثقة فى هذه الحركات ولم يعد يرى فيها الا أداة لتحسين ظروف معيشته فإن هى طالبته فقليل من التضحية سخط عليها.
كل هذا ادى الى وبجانب التنكيل الذى نال الحركة الاسلامية أدى الى أن تأخذ الحركة منحى أخر فى العمل وهو ان تنعزل عن المجتمع وتنغلق على ذاتها مكونة بذلك مجتمعا بديلا يلجأ اليه الساخطون على المجتمع الأصلى وماديته فيعيشوا الحلم الذى طالما حلموه ولكن فى نموذج مصغر وفى نفس الوقت هم مستمرون فى معايشة المجتمع الأصلى على علاته وبعلاته وبدون أن يخسروه فيلفظهم تماما حى ان البعض تخطى ذلك وأصبح يتعمل مع الحياة بوجهين وجه للمجتمع البديل يتعامل فيه بالمثاليات والقيم الخاصه بهم ووجه للمجتمع الأصلى بمثل قيمه المادية فأفرغوا بذلك كل ما بداخلهم من سخط مستمتعين بالفردوس المصغر الذى يخفف عنهم كل الآلام اذا دخلوه وهو ما اغناهم عن الاجتهاد وتجديد الفكر فظلوا جامدين يغلب عليهم تقديم الظاهر على المضمون وظل المجتمع يراهم كعبء اذا دعوه للتضحية وغير عمليين وهم يرونه عبء أمام التغيير ومن نتائج هذا المجتمع هو الميل الى التعصب له وعدم قبول أى نقد له ككل لأنه أكثر من ضحى وبذل وبيع فى مأزقه ثم أيضا الانعزل عن المجتمعات البديلة الأخرى التى أنشأها اخوانهم من الايدلوجيات الأخرى وظل هذا المجتمع يستقطب المزيد من الناقمين على الاستبداد وعباده وهو ما خدم الاستبداد نفسه فبدلا من أ، تكون الحركات الاصلاحية ثورية فى مفهومها للتغيير كان الجو مقنعا لهم بالمزيد من المحافظة والحلم ببطء فى تكبير مجتمعهم ليشمل كل الوطن وعندها يتم التغيير الشامل وهو ما كان مقنعا بالسير فى طريق التغيير مهما كانت الظروف التى كانت الحركة تصمد أمامها ولكن فى نفس الوقت لم تتخطى موقف الصمود الى المخاجمة فظلت صامدت سنيين طويلة بدون أن تتقدم .
ولكن اللافت للإنتباه هو ظهور حركات نشأت فى طور المجتمع البديل مكتفية بذلك عن اى تغيير سريع كان أم بطئ وكانت تربة خصبة لإستخدامات الاستبداد .
وعندما حتم الواقع على الحركات الاسلامية الخروج من هذا القمقم فوجئت بشللها التام وعدم قدرتها على القيام من حالة الركود هذه فكان العائق الأساسى أمامها هى تلك المنظومة القديمة وهو ما يمثل التحدى أمامها الآن فإن هى لم تستوعب الدرس ربما لقنها المجتمع والسلطة درسا أخر فإما التغيير الجذرى وإما متتالية من الدروس الله وحده يعلم عاقبتها.
فى خضم هذه الحياة السوداوية ظهرت قلة ناقمة على هذه الظروف تود لو تغير الحال ولكنهم لا يعرفون طريق التغيير بالتفصيل عاشوا غربة شعورية وعزلة نفسية فى المجتمع بل وألم مرير فلا هم قادرون على تغيير الوضع ولا هم حتى قادرون على التعامل مع المجتمع بالصورة التى يريدونها الى وظهر بعض الأشخاص الذين لم يكتفوا بمجرد الرفض ولكنهم بدأوا بالتغيير وبدأت جماهير الناقمين فى الإنضمام اليهم كحركات اصلاحية فى المجتمع وكان لابد لهم اولا ان يرتبوا صفوفهم الداخلية قبل الانطلاق وتمثل هذا فى الايدلوجيات والاثنيات المختلفة التى تبنتها هذه الحركات وبدأ العمل وكبر وكبرت معه الأحلام الاصلاحية فبعضها حمل حلولا قطرية وبعضها حمل حلولا عالمية وكلما كثر العدد وازداد الاحتكاك بالقرناء من الناقمين او الرافضين للوضع زادت حلاوة العمل وزادت الأحلام ولكن هذه الحركات لم تلبث أن اصطدمت بالواقع السياسى العالمى والمحلى الذى توجس منها ومنعها كونها تهدد وجوده الاستبدادى ولكن الصدمة الكبرى كانت فى عدم وقوف المجتمع معهم ضد الاستبداد وهم الذين ضحوا براحتهم واستقرارهم واحيانا حياتهم من أجله وهو ما زاد من نقمهم الذى وصل احيانا الى حد تجهيل المجتمع وتكفيره وكان للمجتمع اسبابه فى هذا متمثله فى الصفات والعادات التى ذكرناها فى البداية من نتائج الاستبداد وشيئ أخر خاص بهذه الحركات وهو أنها لم تقدم له حلولا عملية قابلة للتطبيق على واقعه فهى كلها تقريبا استعارت فكرها وحلولها من الماضى سواء كانت حركات اسلامية أو علمانية وسنركز هنا على الحركة الاسلامية فكانت اجتهاداتها من القرون الماضية وهو ما افقد المجتمع الثقة فى هذه الحركات ولم يعد يرى فيها الا أداة لتحسين ظروف معيشته فإن هى طالبته فقليل من التضحية سخط عليها.
كل هذا ادى الى وبجانب التنكيل الذى نال الحركة الاسلامية أدى الى أن تأخذ الحركة منحى أخر فى العمل وهو ان تنعزل عن المجتمع وتنغلق على ذاتها مكونة بذلك مجتمعا بديلا يلجأ اليه الساخطون على المجتمع الأصلى وماديته فيعيشوا الحلم الذى طالما حلموه ولكن فى نموذج مصغر وفى نفس الوقت هم مستمرون فى معايشة المجتمع الأصلى على علاته وبعلاته وبدون أن يخسروه فيلفظهم تماما حى ان البعض تخطى ذلك وأصبح يتعمل مع الحياة بوجهين وجه للمجتمع البديل يتعامل فيه بالمثاليات والقيم الخاصه بهم ووجه للمجتمع الأصلى بمثل قيمه المادية فأفرغوا بذلك كل ما بداخلهم من سخط مستمتعين بالفردوس المصغر الذى يخفف عنهم كل الآلام اذا دخلوه وهو ما اغناهم عن الاجتهاد وتجديد الفكر فظلوا جامدين يغلب عليهم تقديم الظاهر على المضمون وظل المجتمع يراهم كعبء اذا دعوه للتضحية وغير عمليين وهم يرونه عبء أمام التغيير ومن نتائج هذا المجتمع هو الميل الى التعصب له وعدم قبول أى نقد له ككل لأنه أكثر من ضحى وبذل وبيع فى مأزقه ثم أيضا الانعزل عن المجتمعات البديلة الأخرى التى أنشأها اخوانهم من الايدلوجيات الأخرى وظل هذا المجتمع يستقطب المزيد من الناقمين على الاستبداد وعباده وهو ما خدم الاستبداد نفسه فبدلا من أ، تكون الحركات الاصلاحية ثورية فى مفهومها للتغيير كان الجو مقنعا لهم بالمزيد من المحافظة والحلم ببطء فى تكبير مجتمعهم ليشمل كل الوطن وعندها يتم التغيير الشامل وهو ما كان مقنعا بالسير فى طريق التغيير مهما كانت الظروف التى كانت الحركة تصمد أمامها ولكن فى نفس الوقت لم تتخطى موقف الصمود الى المخاجمة فظلت صامدت سنيين طويلة بدون أن تتقدم .
ولكن اللافت للإنتباه هو ظهور حركات نشأت فى طور المجتمع البديل مكتفية بذلك عن اى تغيير سريع كان أم بطئ وكانت تربة خصبة لإستخدامات الاستبداد .
وعندما حتم الواقع على الحركات الاسلامية الخروج من هذا القمقم فوجئت بشللها التام وعدم قدرتها على القيام من حالة الركود هذه فكان العائق الأساسى أمامها هى تلك المنظومة القديمة وهو ما يمثل التحدى أمامها الآن فإن هى لم تستوعب الدرس ربما لقنها المجتمع والسلطة درسا أخر فإما التغيير الجذرى وإما متتالية من الدروس الله وحده يعلم عاقبتها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق