Featured Video

الأحد، 11 ديسمبر 2011

أدان


صحوت اليوم كالعادة على اذان الفجر الذى يرن فى الغرفة كصوت الرعد كل شئ كما هو الأحداث تتكرر فأنا أنزل من سريرى وأرى جدى قد استيقظ قبلى وتوضأ ويستعد للنزول للمسجد فأتوضأ انا الأخر وأنزل معه كسلانا مشتاقا للنوم مرة أخرى فأسمع صوت الأستاذ مصطفى الذى يسكن فى الدور وهو يسب ويلعن فى عم ابراهيم المؤذن ويصفه بالتخلف والرجعية وجدى يدعو له بالهداية أو الهد لأنه لا يرى اى مشكلة فى صوت عم ابراهيم الخشن ولا فى علو صوت الميكروفون الخاص بالمسجد فهو يعتبرها اقامة للشعائر وايقاظ للضمائر كما انه يصف الاستاذ مصطفى بالزندقة لأنه يسمع النداء ولا يلبى بل يسب ويلعن فى المؤذن صاحب الفضل العظيم ونستمر فى النزول فيقابلنا ميزو يترنح صاعدا على السلم فأبادله التحية بيدى ويدعوه جدى للصلاه فيجيبه بأنه سيأتى فى الغد أما بقية سكان العمارة فيغطون فى نوم عميق بعد يوم طويل من العمل وعند دخولنا المسجد ارى عم ابراهيم يصلى السنة فندخل وونصلى ثم يقيم الصلاة فنصلى خلفه ويتكرر المشهد نفسه كل يوم وأحيانا يسأل جدى عم ابراهيم بعض الأسئلة فى الفقه والسياسة والطهارة فيجيبه دائما ويخرج جدى مقتنعا أما انا فلم اكن افكر فيما يقولون من الأساس ولكن لا يهم فما يهمنى هو الصعود لمعاودة النوم وعشت على هذا الحال الى ان كبرت قليلا وذات صباح راودتنى فكرة اعتقدت بأنها رائعة فقلت لنفسى ما المانع ان أن نخفض صوت الميكروفونات قليلا ونأتى بمؤذن أخر ذا صوت اندى مع الاحتفاظ لعم ابراهيم بالإمامة ثم نقلت الفكرة لجدى فما كان منه الا ان نهرنى وقال بأن علو الصوت هو السبب فى ايقاظى ولولا ذلك ما استيقظت وما دفعنى لذلك الا كسلى ثم من أنا لأعترض على عم ابراهيم الرجل الذى وهب نفسه لله هل أمتلك عشر علمه لكى اتكلم فى حقه وهل الرجل يؤذن أم يغنى أغانى هابطة من بتوع الجيل التعبان بتاعكو لكى نستبدله بأخر ذو صوت ندى. واستمر جدالنا انا وجدى اياما وشهور احاول اقناعه بأن هذا افضل للناس فالمؤذن ذو الصوت الأفضل سيكون غير منفر للناس والامام اذا كان صوته رخيم سيساعد الناس على الخشوع وهو الهدف من الصلاة وليس مجرد اقامتها وما كان منه الا وصفى بالكسل ونهرى ثم اخيرا امرنى بعدم التفكير فى هذه الوساوس مرة اخرى .أما أنا فلم اكف عن التفكير فى الأمر حتى قررت أن أخطو فيه نحو الحل فتشجعت وكلمت عم ابراهيم فنظر إلى بعمق ثم قال لى متى قابلت الأستاذ مصطفى أخر مرة فسألته عن علاقة ذلك بموضوعنا فقال بأنه يرانى وأنا ابادله التحية على السلم وهو يراقبنى منذ فترة ويحس بأن هناك تغير فى سلوكى بالذات بعد أن بدأت أقرأ الكتب وبدأت اجادل فى القضايا الشرعية فأجبته بأن علاقتى بالأستاذ مصطفى عادية وأنى اختلف معه وهذا ليس مانعا من اقامة علاقة طيبة معه فأخذ عم ابراهيم يذكرنى بتقوى الله وعدم التفريط فى الدين ودعانى بأن اتردد عليه دائما وأعرض عليه أى شيئ يدور فى عقلى فقمت من عنده مهموم ثم يأست من الموضوع بعد فترة من التفكير الى أ، مرض عم ابراهيم وقل تردده على المسجد ووجدت نفسى اصبحت فى صدارة من يهتمون بأمور المسجد ثم أصبح وجود عم ابراهيم يتضاءل تدريجيا الى ان اختفى تماما من ادارة شئون المسجد خاصة بعد أن اخذت على عاتقى أنا وبعض الأصدقاء الجدد الذين اصبحوا يترددون على المسجد الاهتمام به فما كان منا الا ان اخترنا اندانا صوتا ليؤذن ثم خفضنا الصوت بدون أن يشعر جدى فلقد كان سمعه ثقيلا الى حد ما ومنذ ذلك الحين وبدأت ألحظ فى حينا اقبالا على المسجد ولكنه غير ملحوظ .      

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More