Featured Video

الأربعاء، 4 يناير 2012

عدم

ضرورى جدا هو الماء بالنسبة لكل الناس بل لكل الكائنات والجمادات ايضا فالانسان معظمه ماء والأرض معظمها ماء الجميع يشربونه لأنهم يعطشون أما أنا فأشربه لأنه يمنحنى ذلك الشعور المريح بالتعادل فعندما يغوص لسانى فى السكر احتاج الى شربة ماء لترجع الى ذلك شعورى باللاحلاوة  وعندما يجف لسانى تحت وطأة الملح أحتاج الى شربة ماء لتنقذنى من ذلك العذاب فأحس باللاملوحة . ان اللاملوحة واللاحلاوة هى فى حقيقتها شيء واحد وهو الشعور بالتعادل وهو شعور مريح جدا على مستوى الفم .
أما على مستوى الانسان فالشعور بالتعادل يبدو اصعب كثيرا فعند مستوى التعادل يعيش الانسان حياة بلا معنى فلا هو كاره لها ولا هو بالعاشق بل ولا يأبه ان كان سيستمر فيها أو سينتهى وهذا ليس حبا فى الموت فالتعادل لا يعرف الحب ولا الكره عنده تتساوى كل الأشياء والمعانى وأول ما يسقط عنده هو الشعور بالإنتماء فلا يحس بأن له موطنا ما انما هى أرض ولد عليها وهذا بالطبع لا يعنى كره الوطن الذى يصيب الساخطين ولا حبه ايضا  ولا حب الإنتما لوطن أخر أ, السفر اليه انما هى أرض واحدة تعيش عليها كائنات واحدة وعناصر طبيعية واحدة ، هل يمكن ان تكون كلمة انتماء أصلها كلمة أنت ماء؟؟ أى أنت سائل يمكن صبك فى أى قالب فيمكن أن ينتمى الانسان مثلا الى اى ارض او اى فكرة ..ما يهم فقط أن يشاع عنه أنه منتمى لذلك أو لتلك الشيء فالانتماء أصله تقدير لقيمه ما والتعادل كما نعرف لا يعرف القيمة فمهما كنت انسان صاحب مبادئ وقيم فلن تحس بها عند مرورك بنقطة التعادل فسترى أن ما تقول عنه خيرا يوردك الى ما تقول عنه شرا وما تقول عنه شرا يورد غيرك الى ما تقول عنه خيرا وهنا ستنتشر البلادة فى جسدك واللامبالاة فى عقلك بصورة سريعة هادئة وسترى الحياة أمامك فى روتين ممل تذوب معه كل أفكارك وتصوراتك عندها ستدرى أنه ليس فقط الشيء يمكن أن يتساوى مع نقيضه بل أن الشيئ يمكن أن يتساوى مع اللاشيء وهنا سيصبح كل ما حولك عدم وعندها ستكون مستعدا لفعل أى شيء من أجل لاشيء وألا تفعل أى شئ من أجل كل شئ عندها قم فورا وناجى رب الوجود والعدم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More