Featured Video

السبت، 11 ديسمبر 2010

شمولية الفكرة وتخصص الممارسة

ان مربط الفرس فى وجه الاختلاف بين الإسلاميين وغيرهم من الممارسين لما يسمى بالسياسة هو ايمان الاسلاميين بمبدأ أن السياسة جزء لا يتجزأ من الدين وأنها يجب أن تستلهم من قواعده الشرعية ولا تخالفها أما غيرهم فيرى أن السياسة بعيدة كل البعد عن الدين فالدين ليس له علاقة بالسياسة ولا السياسة لها علاقة بالدين ومازالوا يتناوشون فى هذا الأمر حتى الان .
والحقيقة أن الرأى الأول هو الصحيح والواقع يدل على ذلك والدين الاسلامى بكل تفاصيله يدل على ذلك والاسلام الذى جاء به الرسول وطبقه كان دينا شموليا كما يعرف الجميع ولا يمكن تصور دين بدون سياسة وهذا ليس معناه انه لايمكن وجود سياسة لا تنبثق من دين ،ولكن مالم يفكر به الاسلاميون هو ان هل كل متدين مؤمن بالاسلام ويفهم حقيقته هو شخص شمولى اى هو سياسى بارع وفنان موهوب وخبيراقتصادى وعالم شريعة وهل كان الصحابة الذين كونوا الدولة الاسلامية بقيادة الرسول تجتمع فيهم كل هذه الصفات بالطبع لا فكان هناك الفنان الموهوب مثل حسان بن ثابت الذى لم يكن متميزافى باقى المجالات تميزه فى الشعر وإن كان يشارك بها المشاركة الجماعية ومصعب بن عمير السفير الداعية لم يكن قائد جيش وخالد بن الوليد لم يكن خطيبا معسول اللسان ولم نسمع عنه انه ادخل أفرادا فى الاسلام بلسانه وكذلك معاذ بن جبل اعلم الامة بالحلال والحرام لم يكن سياسيا محنكا وإن كان علمه غزيرا وغيرهم من الأمثلة
إن السياسى والدعوى فى حقيقة الأمر كلاهما دعوى كلاهما له هدف واحد ولكن هناك اختلاف فى الممارسة فالسياسة دعوة من خلال كرسى أو منصب والدعوى دعوة من خلال كلمة أو غيرها من الوسائل هنا يتجسد الجمع بين تخصص الممارسة وشمولية الفكرة والهدف فى أبهى صوره فكل يدلى بدلوه ليمتلأ البئر كل يشارك بتخصصه ليكتمل البناء فهناك من يصمم المنزل وهناك من يبنى الأعمدة وهناك من يضع اللبنات وهناك من يقوم بالتشطيبات وهكذا كل ذلك يتم بالتنسيق فيما بينهم وكذلك باتفاقهم على الصورة النهائية واصرارهم على اتمامها ومن باب التنسيق ان يكون لكل منهم ملاحظات على عمل الأخر وتوجيهات مشتركة وتبادل أراء وهكذا يجب أن تكون الحركة الإسلامية وحتى يتم هذا لابد من الجلوس على منضدة واحدة تحت هدف اسمى واحد وليس معنى الجلوس على منضدة واحد ان يكونوا فى تنظيم واحد ولكن ان يكون بينهم تفاهم مشترك .
وبالطبع ليس معنى الفصل فى الممارسة الفصل فى المعتاد بين السياسة والدين الذى يمارس من قبل بعض الناس او بين الدين الحياة الذى يمارس من البعض الأخر ولكن على الدعاة ان يدعوا الى القيم الاسلامية البحتة سواء تخص السياسة او غيرها وكذلك لا يسكتون عن اى نائبة تصيب البلاد من الفاسدين او من الأعداء الخارجيين وكذلك ليس معناه الفصل فى ابداء الرأى فالكل يبدى رأيه فى جميع مناحى العمل الحركى والكل يريد الرشاد لغيره وينصحه فمن حق اى احد ان ينتقض ولكن بشروط النقد البناء اذا الفصل يكون فى كل ما يؤثر بالعمل على أرض الواقع.
وقد ظهرت فى الأيام الأخيرة الكثير من الظواهر السلبية نتيجة مبدأ الخلط مثل أن نرى التراشق بين اساتذتنا عند اختلاف الأراء فالشيخ فلان يرد على الشيخ فلان بخصوص مسألة دخول الانتخابات ودخول المرأة ويستشهد بأيات واحاديث وقبلها كان الشيخ فلان الثانى قد كتب مقالا مؤيدا لدخول الانتخابات وكذلك استشهد فيه بالأيات والأحاديث ومن الظواهر السلبية ايضا ان يتم تغيير الموقف السياسى بعد الاستشهاد بهذه النصوص مثل ان يقول الشخص ان دخول الانتخابات فريضة شرعية مستشهدا بالأية " وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ" الايه 283 من سورة البقرة ونفس الأشخاص بذواتهم هم الذين أعلنوا قرار الإنسحاب من الانتخابات فى جولة الإعادة هنا يظهر تناقض مخيف فأين الإدلاء بالشهادة اذا وأنا هنا لست بصدد تفنيد قرار المشاركة أو قرار المقاطعة وإن كنت أرى ان ما حدث هو انتصار كبير للشعب المصرى ولكنى بصدد اعادة النظر فى ممارستنا السياسية فماذا كان سيحدث لو قلنا أننا دخلنا لفضح التزوير ولنشر فكرتنا بين الناس فقط ولم نستشهد بهذه النصوص التى اهناها حين خالفناها بعد أن فسرناها على اجتهاداتنا فأغلب السياسة يقع فى جزء المسكوت عنه اذا ليس هناك داعى للإستشهاد الا اذا كانت النصوص صريحة الاسقاط على الموقف ايضا من المظاهر السلبية عدم وعى الدعاة بأولويات المرحلة وأولويات دعوتهم مثل ما رأينا فى حالة الأستاذ عمرو خالد عند حضوره لمؤتمر عبد السلام محجوب فالرجل عند أحسن الظنون انتهز الفرصة ليلقى أول خطبة له فى مصر وسط الشباب المصرى منذ امد بعيد ويؤثر فيهم ويحببهم فى دينهم كما كان يفعل ولكن هل هذا ما حدث لقد أعطى الرجل شرعية لحزب فاسد مفسد وكأنه يقول للشباب ضمنيا لابأس من التعامل مع هؤلاء الفاسدين طالما اننا لا نفسد معهم رافعا بذلك الهجران الاجتماعى الذى بدأيعيشه الحزب وقياداته وحكومته المفسدة وهو الذى كان كثيرا ما يحث الشباب على التدين والقرب من الله  ويحدثهم عن المعانى الاسلامية البناءة ومثل عدم الظلم ولو بإعانة الظالمين .
فى النهاية أهيب بالجميع ان يفكروا ولو للحظة بالأمر و تيبقى هذه مجرد وجهة نظر قد تصيب وقد تخطئ وقد تكون بين هذا وذاك وأسعد بأرائكم وانتقاداتك.

2 التعليقات:

لا يهمنا هذا الرجل انما يهمنا ما نثق فى انفسنا من قوة ايمان وعقل وتميز بين الحق والباطل وادوات سياسية تجعلنا ننجح فى التقدم والرقى الانسانى والعلمى

http://sweet-300.maktoobblog.com/%D9%86%D8%B4%D8%B1/

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More