Featured Video

السبت، 8 يناير 2011

وحدة وطنية لا وحدة علمانية


تابعنا جميعا ما يحدث فى الايام الأخيرة من التحام صفوف الشعب المصرى بكافة طبقاته مسلميه ومسيحيه منددين بما حدث من استهداف لكنيسة القديسين بالأسكندرية وما وراءه من استهداف لأمن مصر وصراحة كان المنظر خلابا ومبهرا وليس هذا بمستبعد عن الشعب المصرى فى وقت الازمات فلقد سمعنا عن حرب أكتوبر وكيف انه لم يتقدم أحد ببلاغ ضد أحد ببلاغ على مستوى الجمهورية اثناء فترة الحرب ونسأل الله أن تدوم هذه المحبة بين الشعب المصرى كافة.
ولكن ما كان مزعجا وما استغربته هو ملاحظة أن كثير من الإعلامين وضيوفهم يتكلمون وكأنه مسلم بأن من فعل هذه الفعلة هم "ارهابيون" أى متطرفين اسلاميين صحيح أنهم لم يصحوا بذلك وإن كان بعضهم قد فعلها ولكن نبرة الحديث فى الإعلام كلها تدل على ذلك وتناسوا أى احتمال أن يكون هذا الفعل بيد خارجية صرفة وبالذات الموساد الذى نفذ عملية مشابهة فى سوريا عند اغتيال عماد مغنيه وبناء على ذلك انبرى الجميع فى القول بأننا يد واحدة ضد الإرهاب والتطرف وكأن التحقيقات قد جرت وأسفرت عن هذه النتائج وبدأت بعض الكلمات المشبوهة فى الترديد مثل أنه يجب اعادة النظر فى المنظومة الثقافية للمصريين ومثل أن الأطفال فى المدارس يجب ألا يعلموا ديانات بعضهم البعض وألا يكون هناك أى مظاهر للإختلاف بين المسلم والمسيحى وهى جميعا كلمات حق ولكن أظن أنه أريد بها باطل فالنتابع لردود الفعل هذه يلاحظ أن معظم ما قيل يشبه الشعار الماسونى المعروف "الأديان تفرقنا والإنسانية تجمعنا " وكأن المقصود من الكلام أن العلمانية هى حل هذه المشكلة وأن ينسى المسيحى أنه مسيحى وينسى المسلم أنه مسلم ويتذكروا فقط أنهم مصريون وهو أيضا كلام معسول ولكن ماذا وراءه ؟ وخصوصا ان هذا الكلام قيل على معظم القنوات الحكومية والخاصة وأن من قالوا هذا الكلام هم رجال النظام المخلصون مثل عادل إمام  الذى صرح أنه يعتقد بأن من قام بهذا الفل ليس اسرائيل وأنها شماعة ومن قام به هو "الإرهاب" وكذلك رفيقة دربه يسرا التى تسوق العهر والمجون بين الشباب المصرى مسلميه ومسيحيه وبطرس غالى وغيرهم وهو ما يجعل مصر بلا هوية وكيف لا لأنها ستكون بمثابة صندوق قمامة لثقافات الأخرين يرمى بها كل سيئ لتدير شبابها ومنعها من النهوض وهذا بالطبع يصب فى مصلحة النظام المصرى ومن قبله يصب فى مصلحة عدونا جميعا وهو اسرائيل  .
وبالطبع هذا ليس معناه عدم وجود مشكلة أو عدم وجود احتقان وأن الأمور مستقرة لا المشكلة موجودة وهى سوء المنظومة الثقافية كما قال أحدهم  وحلها يمكن فى حسن تشخيصها وهو اعادة النظر فى المنظومة الثقافية  بما يحافظ على قيم ومبادئ المجتمع المصرى  .
إعادة النظر تلك تكون لكل منا مسلمين ومسيحين من حيث من أين نتلقى ديننا فالمسلم عندما يذهب للمسجد يجد الشيخ يلقى اتهامات على النصارى و أنه يجب أن يكرههم لأنهم كفار وبكل سذاجة يصدق الرجل ما سمع وبيدأ فى النظر للأخر بهذه النظرة ،أما المسيحى عندما يذهب للكنيسة يسمع من القسيس أو غيره أن هؤلاء المسلمون ضيوف على بلدنا وأننا أصحاب البلد الأصليون وعليهم الرحيل وأننا مضطهدون فى كل شيئ وأنه ليس لنا نصيب من الوظائف العامة فبنفس السذاجة يصدق الرجل ما سمع ويبدأ فى النظر مع الأخر بنفس النظرة بالطبع هناط منصفين فى الطرفين وكذلك هناك مواطنين لا يصدقون هذا الكلام وهم كثير ولكن الطابع العام هو اننا أصبحنا نتلقى ديننا من بعض رجال الدين المتشددين سواء مسلمين أو مسيحيين .
يجب على جميع المصريين ان يعيدوا النظر ولو للحظة فى قياداتهم الدينية المسلم يعيد النظر فى قيادات الأزهر أو ما شابه والمسيحى يعيد النظر فى قيادات الكنيسة أو ما شابه ولا نتلقى أى كلام الا ممن يتكلمون بلغة العقل وعدم التطرف واحتقارالأخر وليصنع كل منا خطابه للأخر بدلا من أن يصنعه لنا هؤلاء المتطرفين فينفتح المسلن على المسيحى وينفتح المسيحى على المسلم فى الحياة العامة ويقول كلا منهما مطالبه بنفسه وبالخصوص أخواننا الأقباط لأنهم فى الحقبتين الأخيرتين اتخذوا من الكنيسة منبرا لخطاب الدولة واخوانهم المسلمين متخذينها بذلك حزبا سياسيا يمارسون به السياسة أو تمارس هى بهم السياسة فتعقد بذلك الإتفاقات مع الدولة وتوجههم للعمل يمنا ويسارا مستخفة بذلك عقولهم فما معنى أن يتظاهر الأخوة الأقباط مطالبين بحقوقهم السياسية والمدنية  وهذا حقهم ثم يأتى البابا شنوده وغيره من قيادات الكنيسة ليعلنوا تأيدهم للرئيس مبارك وابنه وللحزب الوطنى.
إن علاج هذه المشكلة كما قلت يكون بإعادة النظر للقيادات الدينية وإعادة النظرللأخر وإعادة النظر للنفس وما لها من حقوق وما عليها من واجبات وكذلك إعادة النظر فى الجو الإقليمى المحيط بنا جميعا.
كما يجب أن يعلم الجميع أنه لا معنى لأى وحدة وطنية لا تقوم على بناء جديد لمصر بناء نهضوى تغيرى يسمو بنا جميعا ولن يكون هذا البناء طالما هذا النظام يمارس إفساده فى مصر فيجب علينا أن نكون يدا واحدة ضد الفساد والطغيان والظلم وأن نترك كل من يتحالف مع هذا النظام أيا كان وأن نعرف أن هذا النظام لا يفرق بين مسيحى ومسلم ولا يعرف إلا مصلحته وبقاؤه فقط وكيف يؤمنها سواء فعل ذلك بتقوية طرف على طرف أو فعل ذلك بالضغط على الإثنين معا هذا ما يوحدنا كما فكلنا يعانى من زحمة المواصلات وكلنا يعانى من تردى الأحوال المعيشية وكلنا نعانى من التزوير وكلنا نعانى من الظلم الإجتماعى وكلنا نعانى من الفساد .
أرجو من كل فرد أن يعيد ترتيب حساباته وأن ينظر للأمر بنظرة عقلانية وأن يكون مستعدا للبذل من أجل هذا الوطن أسأل الله أن يحفظه ويحفظنا جميعا من كل سوء

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More