Featured Video

السبت، 12 مارس 2011

الكفر بالإنسانية


كثيرا ما رأينا فى السنون الماضية أناس همهم الوحيد هو لقمة الطعام يهمهم العيش وليس رغد العيش يهمهم العمل وليس جودة العمل يهمهم الراتب وليس الراتب المناسب يهمهم الآمان وليس الحرية وهذا هو غاية مرادهم حتى أحلامهم ضيقة ،كثيرا ما يكونون متدينين بالمعنى العام للتدين فتراهم فى دور العبادة يصلون وفى رمضان يصومون وفى الجنازات يواسون وفى الأعياد يهنئون وفى عجلة الحياة مطحونون هم راضون ..راضون بالظلم راضون بالقهر راضون بالإستبداد من أجل مواصلة العيش لايبالون بنصرة ضعيف او كف أذى أو نهى عن منكر وإذا رنت هواتفهم تلهج بالدعاء الدين عندهم مجموعة من الرموز وليس القيم .    
إن هؤلاء مشكلتهم الحقيقية أنهم كافرون ولكن ليسوا كافرين بالأديان المختلفة ولكنهم كافرون بإنسانيتهم لايعترفون بها ولا بكرامتها الحياة عندهم لا تفرق كثيرا عن حياة الكائنات الأخرى إذ أن هذه الكائنات لها مخ تستخدمه مثلنا فتراها تسعى للبقاء وتهرب من الفناء هم طبعا يعترفون أنهم بشر أفضل من كل الكائنات ولكن ما هو تعريفهم للبشر ماذا يعرفون من صفات الإنسان ومقاصد عيشه.
هذه القضية هى مربط الفرس بالنسبة لهذه الفئة من البشر فمشكلتهم الأساسية ليست فى التدين الذى لم يفهموه بمعناه الصحيح فالتدين هو منهج يهذب النفس ويسمو بالروح ويرسم للإنسان طريقه وهو قبل ذلك نزل للبشر اى ان من يتدين هم البشر ولذلك دعى الدين إلى الكرامة الإنسانية فيجب ان يوعوا فى شريعتهم أن يعرفوا مقاصدها وكيف أنهم بشر على أى ديانة كانوا وأن بشر تعنى حرية وعدالة ومساواة وعلم ومعرفة وعمل .
ولقد رأينا كيف لعبت الكرامة الإنسانية دورا هاما وأساسى عندما تستيقظ داخل الفرد فى الثورة المصرية فرأينا كيف أن من لايحتاج مثل هذه المعيشة المادية وقد نزل الى المظاهرات مطالبا بحقه فى الكرامة الإنسانية وكيف أن المصرى المتوسط الدخل وما دون المتوسط الدخل نزل أيضا لهذه الأسباب وللأسباب الأخرى المادية وهو ما جعلهم يتوحدون على هدف واحد هو هذه الكرامة الإنسانية وما جعلهم يسكنون سنينا طويلة أيضا هو تغييب الكرامة الإنسانية داخلهم والتى غالبا ما تتفجر عند زيادة الضغط عليهاوكبتها وطبعا يختلف معدل التحمل من فرد لأخر.
ولهذا يجب على كل الإصلاحيين ان يركزوا فى الفترة المقبلة على هذا المعنى وهو أن يغرسوا فى اخواننا هؤلاء معنى الإنسانية والكرامة بموازاة أى برامج إصلاحية فكما سيسعون لأن يطوروا معيشتهم يجب أن يسعوا أيضا الى غرس مثل هذه المفاهيم والتى ستقودنا الى فرد فاعل فى المجتمع فيرقى به وطنه نحو مزيد من الإزدهار الإنسانى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More